تعتبر التقاليد الشفهية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الليبية، حيث تشكل هذه الروايات جسراً يربط الأجيال بتاريخهم وهويتهم. ولكن، في ظل غياب الوثائق المكتوبة، قد تتعرض هذه الروايات للتحريف ونشر المعلومات الخاطئة، مما يؤدي إلى فهم منحرف لدى الأجيال الجديدة.
تلعب القصص الشفهية دوراً هاماً في تعزيز الهوية الوطنية ونقل القيم الثقافية. ومع ذلك، قد تكون هذه الروايات مصدراً للمعلومات المضللة، حيث يمكن أن تتحول الأحداث التاريخية إلى أساطير مبالغ فيها أو تُروى بطريقة تُظهر جانباً واحداً فقط من القصة.
مثال: القصص المتعلقة بالنضال ضد الاستعمار الإيطالي، والتي تُروى في الأسر الليبية، قد تُقدم نسخة مبسطة من الأحداث، مما يمكن أن يؤدي إلى فهم منحرف لدى الشباب.
تحديات التقاليد الشفهية:
يكمن التحدي في ضمان نقل التراث الثقافي دون التسبب في انتشار المعلومات الخاطئة. يجب تشجيع التفكير النقدي وتقديم السياق التاريخي الصحيح للأحداث لمساعدة الأجيال الجديدة على فهم الفرق بين الحقيقة والخيال.
مثال: عند سرد قصص المقاومة، من المهم تقديم سياق شامل يشمل البطولة والتضحيات وكذلك الجوانب الأقل إشراقًا من تلك الحقبة.
تقدم التقاليد الشفهية في ليبيا نافذة ثمينة على الماضي، ولكنها تحمل أيضًا مسؤولية نقل معلومات دقيقة وموضوعية. من خلال الجمع بين رواية القصص والتفكير النقدي، يمكن للأسر الليبية الحفاظ على تراثها مع ضمان تنشئة جيل مطلع ومتميز يستطيع التمييز بين الحقائق والأساطير.