افتُتح مؤتمر “صواب” اليوم الإثنين 24\فبراير، الذي يهدف إلى التصدي لظاهرة الأخبار المضللة والزائفة، لما لها من تداعيات مباشرة على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في ليبيا، ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل التزايد الملحوظ لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 7.5 مليون ليبي يستخدمون هذه المنصات، مما يجعلها بيئة خصبة لانتشار المعلومات المغلوطة.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد السيد أحمد البيباص – رئيس مجلس الإدارة ومدير المشروع – على الأثر البالغ لوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، مشيرًا إلى أن الأخبار المضللة تُستخدم كأداة سياسية لزعزعة الاستقرار، سواء من خلال شبكات أجنبية تسعى للتأثير على المشهد الليبي، أو عبر نشر خطاب تحريضي يكرّس الشك وانعدام الثقة بين المواطنين.
من جانبها، أشارت السيدة علا الشويهدي – ممثلة مركز الاتصال الحكومي – إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها ليبيا في مكافحة الأخبار الزائفة، مؤكدةً على جهود الحكومة في تعزيز التعاون مع منظمة “ممكن” من أجل التصدي لهذه الظاهرة. كما شددت على أهمية دور مركز الاتصال الحكومي في نشر الأخبار الصحيحة، وتعزيز ثقافة الحوار والتواصل، داعية إلى تضافر الجهود لرفع مستوى الوعي بأهمية التحقق من المعلومات.
وفي السياق ذاته، أكد السيد بيتر – نائب سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا – أن الأخبار المضللة لا تقتصر على كونها معلومات غير دقيقة، بل تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن والاستقرار في ليبيا. وأوضح أن مشروع “صواب” يسعى إلى مواجهة هذه الظاهرة من خلال مبادرات تعزز الشفافية والوعي المجتمعي، مشددًا على دعم الحكومة البريطانية لهذه الجهود، وضرورة التعاون الدولي لمكافحة التضليل الإعلامي.
وجه المؤتمر نداءً قويًا للحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المنصات التي تروج للأخبار الكاذبة، وفرض قوانين تعزز الشفافية وتحاسب المسؤولين عن نشر المعلومات المضللة. كما أكد المشاركون على أهمية التكاتف بين الحكومة، المجتمع المدني، والمنظمات الدولية لمواجهة هذا التحدي بفاعلية.
ويُعد مؤتمر “صواب” خطوة هامة نحو تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحقق من الأخبار، وترسيخ ثقافة المعلومات الموثوقة في ليبيا.

